الأربعاء، 10 أبريل 2013

حفلات الموالد: حقيقتها، من أحدثها، حكمها -الجزء الثالث


هذه هي الموالد في عرف الناس اليوم، ومنذ ابتداعها وإحداثها على يد العُبيديين الذين يسمون أنفسهم الفاطميين، وكانت بدايتها في منتصف القرن الرابع الهجري، أحدثوها في القاهرة سنة 362هـ أيام حكمهم لمصر. وقد نقل المقريزي في كتابه "الخطط المقريزية" (2/384) أنه كان للعبيديين طوال السنة أعياد ومواسم، هي: موسم رأس السنة، وموسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif، ومولد علي بن أبي طالب http://www.alminbar.net/images/radia-icon.gif، ومولد الحسن، ومولد الحسين رضي الله عنهما، ومولد فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه، وموسم ليلة رمضان، وغرة رمضان، وسماط رمضان، وليلة الختم، وموسم عيد الفطر، وموسم عيد النحر، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النوروز، ويوم الغطاس، ويوم الميلاد، وخميس العدس
، وأيام الركوبات. اهـ كلامه.
كما قد صرح مفتي الديار المصرية الأسبق محمد بخيت المطيعي الحنفي رحمه المتوفى سنة 1354هـ ـ أي: قبل سبعين عامًا ـ بأن أول من ابتدع الموالد وأحدثها هم العبيديون، وذكر ذلك أيضًا من علماء مصر الشيخ علي محفوظ والسيد علي فكري. والعبيديون هؤلاء هم فرقة من الفرق الإسماعيلية الباطنية التي قال عنها الإمام القاضي الباقلاني الشافعي رحمه الله: "قوم ظاهرهم الرفض، وحقيقتهم الكفر المحض". والفرق الباطنية على اختلافها يجمعها الكفر بالله تعالى وإنكار وجوده والقول بتعدد الآلهة والطعن في الرسل والاستهتار بالشرائع وإنكار البعث والجزاء وإباحة المحرمات. وقوم هذا شأنهم ليس غريبًا أن يسعوا جادين في هدم شرائع الإسلام وشعائره.
أيها المسلمون، بعد هذا البيان لعله من المناسب الآن ذكر حكم إقامة احتفالات الموالد، سواء كانت لميلاد الرسول http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif أم لغيره، فقد عرفتم أنها أُحدثت في القرن الرابع الهجري، إذ القرون المفضلة الأولى مضت ولم تعرف فيها هذه الموالد، ومن المعلوم أنّ كل ما لم يكن على عهد رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif وأصحابه دينًا لم يكن لمن بعدهم دينًا إذا كان بإمكان الرسول http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif وصحابته فعله. وحفلات الموالد المستحدثة لم تكن موجودة على عهد رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif ولا أصحابه ولا في عهود التابعين وتابعيهم، فكيف تكون دينًا يؤجر عليها صاحبها؟! وإنما هي بدعة، وبدعة ضلالة بقول رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif((إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)) رواه أصحاب السنن بسند صحيح. فإذا كان الرسول http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif قد حذرنا من محدثات الأمور وأخبرنا أن كل محدثة بدعة وأن كل بدعة ضلالة وأن الإمام مالك رحمه الله قال لتلميذه الإمام الشافعي رحمه الله: "إنّ كل ما لم يكن على عهد رسول الله http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gifوأصحابه دينًا لم يكن اليوم دينًا" وقال: "من ابتدع في الإسلام بدعة فرآها حسنة فقد زعم أن محمدًا http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif قد خان الرسالة؛ وذلك لأن الله تعالى قال: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًاhttp://www.alminbar.net/images/end-icon.gif" [المائدة: 3] فهل يكون ـ أيها المؤمنون ـ المولد النبوي بالمعنى العرفي غير بدعة وهو لم يكن سنة من سنن الرسول http://www.alminbar.net/images/salla-icon.gif ولا من سنن الخلفاء الراشدين ولا من عمل السلف الصالح، وإنما أحدثته في الإسلام فرقة يجمع علماء الإسلام على أنها كافرة وإن تسمّت بالإسلام وادعته؟!
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وارزقنا علمًا نافعًا، وبصرنا بعيوب أنفسنا، ووفقنا للهدى وسددنا.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق